
اتفاقية الشراكة (بودور - مكناس)بودور: عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة و مركزها الحضري على مساحة تقل عن 10 كلم .
بــوشتـى الـركــراكي: شهدت جماعة مكناس يوم 15 من ابريل الجاري توقيع اتفاقية شراكة مع مدينة(بودور السنغالية)، في خطوة وصفت بأنها تعزيز التعاون بين المدينتين امتدادابو لروابط الأخوة و الصداقة بين البلـــدين، وتشمل قطـــــاعات متنوعة كالفلاحة، السياحة، إدارة النفايات، والصحة. إلا أن هذه الشراكة تطرح تساؤلات حــول أهدافـــها، خصوصا في ظل التـركيز اللافت على قطاع النفايات.
للإشارة و هذا ما لم تتداوله وسائل الإعــلام التـي غطت الحـــدث و في إطار التعريف بمدينة أو بلدة بودور فهي تقع شمال السنغال، ويبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة ( اقل من سكان حي عين الشبيك، واحد من أحياء منطقة برج مولاي عمر بمكناس ) مركزها الحضري على مساحة تقل عن 10 كلم . وهذه القرية الصغيرة واحدة من التجمعات التي لا تزال تعتمد في تدبير نفاياتها على أساليب بدائية، أبرزها الطمر .
ويتـــرأس بلدية بودور اليوم السيد مـــامادو راسين سي، وهو رجل أعمال معروف في مجال السياحة و يمتلك مشــــــاريع خاصة في السنغال في القطـــــاع البيئي
و مهــتم بمجــــال تدبير النفايات
و يشغل ايضا نائب رئيس جمعية رجال الأعمال بالسنغال و مقرب من دوائر صناعة القرار السياسي و الاقتصــــــادي في السنــغال.
بدأ وفد السيد مامادو راسين سي جولته و زيارته الى مدينة مكناس من مركز معالجة النفايات بمكناس، دون غيرها من المرافق الجماعية أو السياحية أو الاقتصادية أو الفلاحية او التنموية او الروحية. ويبدو أن هذا الإختيار لم يكن عفويا، بالنظر إلى الخلفية المهنية لعمدة بودور، واهتمامه الواضح بالاستثمار في تدبير النفايات.
لكن الأكثر إثارة، هو أن الضيف لم يقم بجولة شاملة بمدينة مكناس، بل اختتم يومه بزيارة مدينة فاس، في ما قد يفهم على انه غياب لرؤية الدبلومـــاسية الفعـلية في بروتوكولات الزيارات، و ان الزيـــارات الرسمية تستوجب برنامجا متكاملا لضيف العاصمة الاسماعيلية لا تشوبه الارتجالية، مع وجوب الإعلان عن أسماء الوفد الرسمي المغربي لوسائل الإعلام المحلية و التي جاءت قصاصات تغطيتها للحدث مبتورة من أسماء وفد جماعة مكناس، عكس ما استقيناه من قصاصات الصحــافة السنغالية التي عرضت أسماء و صفـــات الوفد الذي حضر بمعية الرئيــــس من السنغال. إلى جانب غـــياب أي معلومة عن بودور المدينة المعنية بالشراكة و التعاون في جميع المقالات او التدويــنات او التعليقات التي تناولت خبر توقيع (شراكة بودو- مكناس).
الملفت للنظر هو ان مدينة مكناس، مقارنة ببودور، أكثر تطـــورا من حيث البنية التحتية والإمكانات الجغرافية و الديموغرافية 370 كلم مربع، و حوالي 915 الف نسمة. بمعنى أننا نتحدث عن واحدة من كبريات المدن في المغرب. وهو ما يطرح سؤالا مشـــروعا: ما الذي ستستفيده جماعة مكناس من شــــراكة مع مدينة صغيرة بحجم حي من أحياء مدينة مكناس ؟
الأكثر من ذلك، نجد أنفسنا مضطرين للتساؤل حول ما هو موقع شركة تدبير النفايات المفوض لها بمكناس من هذه الـراكة او من هذه الزيارة ؟؟
خصوصا و ان رئيس جماعة مكناس راكم تجربة طويلة كمفوض له في قطاع النظافة بل و يمكن اعتباره خبيرا في المجال ، و من هذه المعطيات، نطـــرح ســــؤال آخرا هل تسعى الشركة المفـــوض لهـــا بمكناس و بتزكية من الرئيس إلى اقتناص صفقة جديدة في بودور التي مازالت تسعمل نظام المطمورة للتخلص من النفايات، ولم لا حتى في مدن سنغالية أخرى؟؟ أسئلة مشروعة و أجوبة معلقة.
في ظل هذا الســــياق، يظل من الضـــروري التأكيد على أهمية الشــــراكات في اطــار رابح رابح، لكن بشرط أن تقوم على مبادئ الشفافية، والربح المتبادل، واحترام خصوصيات و إمكانات كل طرف.