
هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟ بكونه أحيانا يعد ملجأ للفضفضة
أصبحت العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي أكثر تعقيداً، ما أدى لدراسة وتحليل طبيعة هذه العلاقة بالاعتماد على نظرية التعلق، فهل أصبح البشر متعلقون عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟
ان الاعتماد الكبير على أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم يطرح سؤالاً جديداً، وهو هل يمكن أن يتعلّق البشر بالذكاء الاصطناعي؟ ما دفع بفريق من الباحثين من جامعة واسيدا اليابانية إلى إجراء دراستين تجريبيتين ودراسة رسمية بالاستناد إلى نظرية التعلق لدراسة العلاقات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي نُشرت نتائجها في مجلة Current Psychology حاجة عاطفية لأنظمة الذكاء الاصطناعي أشار الباحثون ومن ضمنهم الباحث المشارك" فان يانغ" والأستاذ أتسوشي أوشيو" من كلية الآداب والفنون والعلوم إلى أن التفاعلات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي تتشابه مع العلاقات بين البشر من حيث قلق التعلّق وتجنب التعلّق. ويقول يانغ: « في السنوات الأخيرة، ازدادت قوة وحكمة الذكاء الاصطناعي المُولّد، مثل تشات جي بي تي ChatGPTحيث لم يقتصر دوره على تقديم الدعم » الذي تجاوز مرحلة المحادثات الى الشعور بالأمان . وهذا الأخير عنصر أساسي ومهم لبناء علاقات آمنة مع الآخرين، ولأن البشر أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي للدعم العاطفي والرفقة إلى جانب حل المشكلات والتعلّم وأيضا العلاجات النفسية التي لايمكن البوح بها مما جعل يانغ يرى أن هذه العلاقة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليها لانها عملية وناجحة ومسايرة للتطور التكنولوجي والحداثي . وبناءً عليه وجد الباحثون أن بعض الأفراد يلتمسون الدعم والتوجيه العاطفي من الذكاء الاصطناعي، على غرار تفاعلهم مع البشر فلجأ حوالي 75 بالمئة من المشاركين بالدراسة إلى الذكاء الاصطناعي طلباً للنصيحة، بينما اعتبره حوالي 39 بالمئة من المشاركين كياناً موجوداً في حياتهم وموثوقاً به ومجيبا لتساؤلاتهم في كل وقت وحين وأيضا كاتما للأسرار او ما هو شخصي لا يمكن البوح به للعامة
والنمط الآخر هو تجنّب التعلّق، وهنا يتجنّب بعض الأشخاص التعلّق بالذكاء الاصطناعي، ما يجعلهم غير مطمئنين بالتعامل العاطفي أو القريب مع الذكاء الاصطناعي، ويستخدمونه للحصول على معلومات فقط حيث يفضّل هؤلاء الأشخاص ترك مسافة عاطفية كبيرة بينهم وبين الذكاء الاصطناعي وعدم الاعتماد عليه بأمور شخصية أو عاطفية تطوير ذكاء اصطناعي ذكي عاطفياً نتائج هذه الدراسة لا تعني أن البشر يكوّنون حالياً تعلّقاً عاطفياً بالذكاء الاصطناعي، وإنما تبيّن أن الأطر النفسية المُستخدمة في العلاقات الإنسانية قد تنطبق أيضاً على التفاعلات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي و لها نتائج في تطوير أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في دعم الصحة النفسية بطريقة أخلاقية تساهم بشكل فعال في دعم المرضى وعلاجهم نسبيا . لتنتهي أهمية هذه الدراسة في العلاقة المتنامية بين البشر والذكاء الاصطناعي بالارتباط الوثيق بيننا وبين أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لم تقتصر فقط على البحث عن المعلومات فقط، بل لها تأثير أيضا على دعم عاطفي ونفسي ، فقد لا يخلو هاتف أو حاسوب أي شخص من برنامج ذكاء اصطناعي يعتمد عليه في البحث والمعرفة العلمية وأيضا المعرفة الشخصية واليومية للافراد في شتى المجالات
نهيلة المرابط