
مهرجان عيساوة...الربح الحقيقي من المهرجان يسكن في لاكورا
ليس في منصات النجوم ولا خلف الكواليس... بل في لحظات فرحٍ شعبيّ خالص عاشتها العائلات المكناسية البسيطة تحت سماء المدينة، خلال الدورة الخامسة لمهرجان عيساوة
لا تُقاس قيمة المهرجانات فقط بعدد الفنانين المشاركين، ولا بعدسات القنوات التي تنقل صور المنصات إلى الشاشات، ولا حتى بالتصفيق و التطبيل و التبحليس . فالأثر الأعمق، والأكثر صدقا، هو ذاك الذي يلمسه الناس البسطاء في تفاصيلهم اليومية.
في مكناس، تجلى هذا الربح الاجتماعي في مشاهد بسيطة لكن مفعمة بالمعنى: عائلات بكاملها تتقاطر مساء نحو فضاء لاكورا، رجال ونساء وأطفال، بعضهم حمل كراس بلاستيكية، وآخرون جلسوا فوق العشب الأصفر ـ المكناسي بامتياز ـ و اخرون وضعوا افرشة ووسدات، كبار، صغار، اصحاب اعاقة..... ليعيشوا لحظة فرجة جماعية على نغمات عيساوة، في تناغم نادر بين الفن والانتماء والكرامة.
منصة لاكورا لم تكن فقط مسرحا للعروض، بل فضاء للونس الجماعي، ولترويح النفس، وللاستراحة من تعب الأيام. هناك، ومع كل ليلة و مع كل نهاية سهرة، كان صوت المنشط محمد أمين النظيفي يعلن:
"إلى الملتقى تحت شعار..."
فيهتف المئات دون تردد:
"الله، الوطن، الملك."
في تلك اللحظة بالذات، نعرف أن المهرجان أصاب هدفه النبيل: أن يكون للناس… كل الناس.
بوشتى الركراكي – سايس بريس